كيفية معاملة الناس هي من أهم الأشياء التي توضح سلوك و شخصية الإنسان.. و يحرص ديننا الإسلامي علي السلوك الطيب بين الأفراد بعضهم البعض لأن سلامة اي مجتمع تتوقف علي المعاملة الحسنة لكي تسود العادات المحببة بين البشر كالأخلاص في العمل و إيثار الغير و سيادة الأمن و الأمان بين أفراد الشعب.. و منذ الصغر و نحن نسمع جملة" الدين المعاملة" و من هنا نجد أن الدين الحسن ليس فقط بإقامة شعائر الإسلام بل أيضا بأن تطيب معاملتك مع الأخرين...
و في وقتنا الحالي نجد من يقيمون الإسلام خارجيا فقط و ليس ظاهريا اي قد تجد رجل يظهر علي هيئته الدين كله اإطالة الذقن و تقصير الثوب و الإمساك بالسبحة و لكن تجده غليظ القلب مع الاخرين فظا مع من يتعامل معهم و ذلك يعتبر من أسوأ الأشياء حيث أنه بذلك يكره الاخريم فيه و لن ينفعه بغض الاخرين له و لا ابتعادهم عنه فقد قال تعالي لرسوله الكريم " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.."
و سوء معاملة الغير تظهر بأشكال عدة فقد نجد الاخر يلقي بأسوأ الألفاظ علي الاخرين و اخر لا يبالي بمشاعر الاخرين فيسير لسانه قبل عقله فتخرج منه بعض السلوكيات التي يبغضها الغير و هناك اخرون لا يعلمون أن عصبيتهم تعتبر من سوء المعاملة بل أنها من أصعب أشكال سوء المعاملة لأنها توقع الفرد في الخطأ دائما ... فالحليم شخص محبوب بين البشر لسعة صدره و قدرته علي تحمل المشاكل بهدوء...
و بعد زيادة التكنولوجيا و بعد أن أصبح العالم كله كبيت صغير أصبحنا في أمس الحاجة لتحسين طرق معاملتنا مع أبناء مجتمعنا و المجتمعات الاخري... فطريقتك في التعامل توضح دينك و ديناا الإسلامي أسمي الأديان السماوية و لكي ننشره بين العالم يجب أن نجبب الاخرين فيه و لن يزيد حبهم له إلا بإظهار أهم معالم الدين الإسلامي كالرغبة في نشر السلام و حسن معاملة الغير من من يشاركونا نفس الديانة الإسلامية او يختلفون عن ديانتنا و عدم التفريق بين طوائف البشر..
و لذلك يجب أن يبدأ الفرد اليوم في تعديل معاملته مع غيره و أن يبدأ في تهذيب نفسه أولا فيساعده ذلك علي احترام و تقدير الغير ... فيكون الرسول لنا أسوة حسنة في حسن المعاملة...
منتظر الرد ولا ارجو التثبيت جزاكم الله خيرا
كيفية معاملة الابناءشكت لي إحدى الأمهات مرة قسوة بناتها، ومن أنّهن لا يساعدنها في البيت، ولا يقدرن تضحياتها وما تقوم به من أجلهن، فهمهن أن تقضى طلباتهن وحسب، ولكنني علمت منها أن زوجها - والد البنات - يعامل بناته بقسوة وفظاظة، حتى أنّه جذب ابنته مرة من عقدها وكاد أن يخنقها به!وقالت لي أخرى أنّها تغدق على أولادها بعاطفتها الجياشة، فقد كانت في صغرهم ولا زالت الآن بعد أن كبروا، وستبقى حتى بعد أن يتزوجوا تحيطهم بالحب والعطف والحنان والشفقة، فقلب هذه الأم - كما لاحظت من كلامها - مليء بالحب حتى إنّه ليفيض على من حوله، فكيف بأولادها!ولهذه المرأة زوجة أخ، بخيلة على أولادها بالحب والحنان، همها وزوجها في الخروج والسفر والذهاب والإياب، أمّا أولادهما فيقضون معظم الوقت مع الخادمة!، وكثيرًا ما كانت تلوم أخت زوجها - التي ذكرتها آنفا - على حبها الزائد - من وجهة نظرها - لأولادها.ويشاء الله أن تمرض المرأتان، ولكم أن تتوقعوا كيف تعامل أولاد كل منهما مع أمه المريضة. فأمّا الأم الحنون فقد تلقت من أولادها معاملة حانية جدا، وأمّا الأخرى، فحتى كوب الماء الذي كانت تطلبه، لم يكن أولادها يحضرونه لها، بل يطلبون من الخادمة فعل ذلك، ممّا ولد الألم والحسرة في قلبها!البيت أصبح تائها ويكاد يطويه الدمار لا الأمهات لها به عطف وليس لها قرارهذه القصص، وغيرها الكثير، لا تحتاج إلى أي تعليق، ولكنّي أريد أن أوجه رسالة إلى كل أب وأم، أطلب منهم فيها أن يستخدموا لغة العاطفة، ويفتحوا مغاليق قلوب أولادهم بكلمة "أحبك يا ولدي"، ولكن ليقولوها بصدق، فكلام القلب - كما قال سوار - يقرع القلب، وكلام اللسان يمر على القلب صفحا، فلغة العاطفة مهمة وخطيرة في حياة البشر، والولد إن لم يجد الحب والحضن الحاني والتقدير لمشاعره في البيئة التي يعيش فيها، نشأ منعزلا ومنغلقا على نفسه، لا يبوح بمشاعره لأحد، ولا يرتاح في تعامله مع النّاس، بل إنّ كثيرًا من المشاكل النفسية، والانحرافات الخلقية، وتعاطي المخدرات، والزواج العرفي، والعصبية، والتعدي بالضرب على الآخرين، والعناد، تنتج بسبب عدم حصول الولد على حاجته من الحب والحنان.ولكن لابد أن ينتبه الآباء والأمهات إلى أنّ هنالك أولاد يحتاجون للعاطفة بشكل أكبر من غيرهم،الإخوة ليسوا جميعا على شاكلة واحدة، فهناك العاطفي والحساس، وهناك العقلاني مثلا، فالمسألة تحتاج إلى الحكمة في التعامل مع كل منهما، فكل شخصية لها مفتاحها، ولكن المفتاح الرئيس للجميع هو القلب، ومن خلاله يمكن الوصول إلى العقل.
والرفق والرحمة متعيّنان مع جميع الأولاد، بل إنّ الأساس في التربية لابد أن يكون مبنيا على الرفق والرحمة، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرًا، أدخل عليهم الرفق» [الترغيب والترهيب - 3/361]، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ...» [سنن الترمذي - 2013].
ولكن الرفق متعين بشكل أكبر مع البنات، لضعفهن ورقتهن، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «من عال ثلاثا من بنات يكفيهن، ويرحمهن، ويرفق بهن، فهو في الجنّة» [السلسلة الصحيحة - 2492].
والحزم متعين أيضا، ولكن الحزم لا يعني القسوة والفظاظة والغلظة والضرب، فهذه الأساليب تنفر النّاس من صاحبها، فما بالك بأولادك الذين يعيشون معك في بيت واحد!!.
يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، فالقلب الرحيم يشد النّاس إليه، لما يجدونه من صاحبه من رقة وعطف ولين، يقول عليه الصلاة والسلام: «... وأهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم» [المسند الصحيح - 2865]، ويقول: «إنّ لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها» [صحيح الجامع - 2163].
ولقد كان عليه الصلاة والسلام أرحم النّاس بالعيال والصبيان، بل إن رحمته قد شملت الصغير والكبير، وما ضرب بيده الشريفة لا امرأة ولا ولدًا ولا خادمًا، إلاّ أن يجاهد في سبيل الله، فقد كان يستخدم أساليب أخرى أرقى في التوجيه والتربية، كان يربي بالحب، ويوجه بالرفق واللين، ويعاقب ولكن دون قسوة أو ضرب أو جرح للكرامة والمشاعر.