الداهية مورينيو يبكي من أسعدهم كثيرا .. ويقود الانتر للإفلات من موقعته النارية مع البلوز

قاد المدرب البرتغالي جوزيه موروينيو الانتر الإيطالي باقتدار للتأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، للمرة الأولى منذ عام 2006، إثر فوزه على مضيفه تشيلسي (1ـ0)، في المباراة التي جرت بينهما مساء الثلاثاء على ملعب ستامفورد بريدج بالعاصمة الإنجليزية لندن، في إياب الدور ثمن النهائي.

وكان الانتر قد فاز ذهابًا بهدفين لهدف ليفوز في مجموع اللقائين (3ـ1)، ويتأهل لدور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 2006، عندما تغلب على أياكس أمستردام الهولندي (3ـ2)، قبل أن يودعها على يد فياريال الأسباني في ربع النهائي.

وإذا كان المهاجم الكاميروني صامويل ايتو قد سجل هدف الفوز في الدقيقة الـ 79، فإن الفريق الإيطالي يدين بتأهله إلى مدربه الداهية جوزيه مورينيو، الذي نجح في أداء مباراة تكتيكية رائعة، وقدم الفريق أفضل مباراة له هذا الموسم، محا به تلك الصورة الباهتة التي ظهر عليها في المباريات الأخيرة بالبطولة المحلية، وأفقدته تسع نقاط متتالية ما قلل الفارق بينه وبين ملاحقه ميلان إلى نقطة وحيدة.

وأسفرت مشاهدات مورينيو السبع للقاء الذهاب كما أكدها المدرب البرتغالي ذاته، عن وضعه التشكيل المناسب للقاء، والخطة اللازمة، لينجح في الرد على منتقديه في الفترة الأخيرة.

وبما قدمه الفريق الإيطالي في لقاء اليوم فإنه بوسع محبيه وجماهيره الطموح للفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخهم بعد تتويجهم به في مناسبتن عامي 1964، 1965.

جاء الشوط الأول مثالاً للكرة القوية والتكتيكية المفتقدة للجماليات، فاعتمد مورينيو مدرب الانتر على تشكيل حائط دفاعي صلد في وسط الملعب والضغط على لاعبي البلوز في جميع أنحاء الملعب وعدم ترك المساحات لأصحاب الأرض كي يتسنى تنفيذ فكرهم على أرض الميدان.

وفي الشق الهجومي، اعتمد المدرب البرتغالي على تكثيف تواجد اللاعبين في الناحية اليسرى، ثم نقل الملعب في الناحية اليمنى ناحية الجناح البرازيلي مايكون الذي أدى دورا هجوميا جيدا، كما أنه حد من خطورة ظهير تشيلسي فلوران مالودا باستثناء الخمس الدقائق الأخيرة من هذا الشوط.

وفي ظل غلق المساحات أمام لاعبي البلوز، لجأ لاعبو الفريق اللندني إلى تبادل الأدوار داخل أرض الميدان ما مكنهم من تهديد مرمى الانتر في الدقائق الخمس الأخيرة، إلا أن التألق غير العادي لوالتر صامويل، ولوسيو بالإضافة إلى الحارس خوليو سيزار حال دون تسجيلهم لأي هدف.

كانت أولى التهديدات من جانب الدولي الالماني مايكل بالاك في الدقيقة الـ 12، عندما استقبل كرة على حدود منطقة الجزاء، وسدد كرة قوية تمر بجوار قائم سيزار الأيمن.

وجاءت الفرصة الثانية، عندما تهيأت كرة نادرة على حدود منطقة الجزاء، قابلها الفيل العاجي دروجبا بالتسديد إلا أن البرازيلي مايكون نجح في التصدي لها ق(26).

وأضاع ايتو فرصة وضع الانتر في المقدمة عندما لم يحسن استغلال عرضية من الجناح البرازيلي مايكون قابلها برأسه فوق القائم ق(33)، وفشل زميله في الخط الأمامي ميليتو في ترجمة عرضية من ايتو ولعبها بشكل سيء خارج المرمى في ق(37).

وشدد الفريق اللندني من ضغطه في الدقائق الخمس الأخيرة، فتألق والتر صامويل في إبعاد هدف محقق من على أقدام الفرنسي مالودا ق(41)، ولم يمر سوى دقيقة حتى تدخل الحارس خوليو سيزار لإنقاذ هدف آخر محقق من أمام أنيلكا.

وفي الشوط الثاني، ورغم البداية النارية للبلوز فشل في صنع فرص حقيقية بها على مرمى الانتر، استعاد الفريق الإيطالي ثانية التحكم في مجريات اللعب، فأضاع ايتو فرصة هدف محقق من انفراد كامل فشل في التعامل مع الكرة ق (50).

وفي ق(52) ومن إحدى الكرات القليلة التي مر فيها مالودا من مايكون، يسدد اللاعب كرة صاروخية يبعدها سيزار ببراعة إلى ركنية.

وتحول اللقاء تماما لصالح الانتر الذي راح يضيع الفرصة تلو الأخرى حتى نجح الكاميروني صامويل ايتو في استغلال كرة طولية في عمق دفاعات البلوز من المتألق الدولي الهولندي ويسلي سنايدر، ليضع الكاميروني الكرة ببراعة في الشباك قبل النهاية بـ 11 دقيقة.

ورغم تقدم الانتر بهدف، إلا أن البلوز لم ينتفض بل على العكس راح لاعبو الانتر يضيعون الفرصة تلو الأخرى حتى ينهي الحكم اللقاء بتأهل الانتر، في غياب مورينيو الذي رفض الاحتفال احتراما لمشاعر جماهير البلوز التي كثيرا ما أسعدها عندما كان مدربا للفريق على مدى ثلاث سنوات.

وفي مباراة ثانية، فجر سيسكا موسكو مفاجأة كبيرة ونجح في اقتناص بطاقة التأهل للدور ربع النهائي من أشبيليه الأسباني بالتغلب عليه (2ـ1)، ليفوز في مجموع اللقائين (3ـ2).

تقدم توماس نيتسيد للفريق الروسي في الدقيقة الـ 39، لكن سرعان ما عدل أصحاب الأرض الأسبان النتيجة في الـ 41 عبر دييجو بيروتي، لكن كيسوكي هوندا عاد وسجل الهدف الثاني لسيسكا في الدقيقة 55، لينتهي اللقاء بهذه النتيجة ويحجز الفريق الروسي مكانه بين الكبار.